الخميس، 15 مارس 2012

غرور عمامة !!

بدون أية مقدمات، لقد طفح كيلنا وطفح كيل طائفة ذبحتَها بالقطنة يا منتحل صفة الافتاء، قبل ان تذبحَها بخناجر وسكاكين الغطرسة المصدرة اليك من بلاط النظام المجرم.

ذبحتنا بالقطنة عندما ارتضيت لطائفتك ان تحمل أوزار الدم الغالي الذي يسيل في سوريا باستقبالك سفير النظام القاتل للمرة الثالثة، دون مراعاة لمشاعرنا ودون مراعاة لصرخات السخط التي اطلقناها بوجهك غير مرة، وذبحتنا بالسكاكين عندما هرعت باصرار وعن سابق تصميم لتلطيخ ايديك بلوثة القاتل، التي لطَّخَت قبلَكَ لبنان الرسمي، أعمى البصيرة عن الموت المجاني والمذابح المفتوحة في سوريا.

لقد ولى الزمن الذي كنا فيه نتحاشى انتقادك كي لا ترتد البصقة على وجوهنا على الطريقة اللبنانية، فأنتَ من اوصلت نفسك الى هذا الدرك واوصلتنا الى اللحظة التي نحاسبك فيها علنا وبأعلى صوت بدلا من الحوار الهادئ والنقاش البناء الذي رفضت، واقفلت أسماعك حتى عن عقلاء الطائفة حتى لا اتحدث عن سياسيين فأحوّر النقاش الى ضفة أخرى.

رفضتَ صوت العقل، تعاميتَ عن عشرات المقالات التي استشرفت ما انت عليه اليوم من ضلال، نسيتَ طائفتك وسنين عجافها مع النظام البوليسي في لبنان، دستَ مشاعر الجميع ومضيت وحيدًا الى مستنقع العبث لتلتحق بركب المتآمرين على ساحتنا وعلى شعب أعزل يُذبح كل يوم.

ما يميزنا عن شعب سوريا، اننا على قيد الحياة لنرد على سلوكك المُدان بثورة لن نقبل بعدها لدار الافتاء الا ان تكون ربيعا دائما ومزهرًا للحق، ولمناصرة كل القضايا المحقة, فهذه هي الطائفة السنية التي شوهت دورها خلال عهدك الأسود مرةً بالتسليم الأعمى لطروحات سياسية أثبتت فشلها ومرةً بالغرور والاستكبار والتعامي عن شلالات دم لم تندمل.

سلوكُكَ المستنكر مساحة هامة من تاريخ طائفتنا ليس لفتح دفاتر قديمة معك، بل لاستعراض مشاعر مزمنة نعيشها منذ نشأنا على صورتك تذكر "الشقيقة سوريا" أكثر من اسم الجلالة في خطب الجمعة أيام الوصاية البغيضة.

فاين هذه الشقيقة من مواقفك اليوم؟؟
وأين لازمة المسار والمصير أمام القتل والذبح والتنكيل؟؟
وأين عبارتك "اللهم فاشهد، اللهم قد بلغت" التي لا تبرع في اطلاقها إلاّ بعد أن تكون ساحتنا تلقت كل الكدمات؟؟!!

عذرًا، لم ترسم لنا يوما صورة الأب والحكيم، صبرنا كي لا يقال عنا طائفة لا يوحدها شيء، سكتنا عن كل الجراح ونازلنا بعضنا البعض نقاشا واخذا وردا بين أربع جدران كي لا تكون ومعك دار الافتاء موضع تطاول أي كان، لكنك بعتنا في اول فرصة ورميت هواجسنا علنًا ودون اسئذان, من هنا جاءت صرخاتنا الغاضبة اليوم.

الصرخة اليوم ليست حدودها الشوارع والأزقة التي جابتها التظاهرة المستكرة لاستقبالك سفير القتلة، بل الأمل أن تعود دار الافتاء الى دار العقل، وان تكون على موعد مع التفكر هذه الليلة قبل فوات الأوان وغرق السفينة بالجميع.

دار الفتوى تحتاج هذه الليلة الى منام يطل فيه المفتي الشهيد حسن خالد ليذكّر من يهمه الأمر بما فاته من دروس الوطنية والشجاعة!!

هناك تعليقان (2):