الخميس، 15 مارس 2012

فضل شاكر: ما له وما عليه

بقلم: عمر الفاروق النخال
لم أتصور يومًا بأن تعيدني السياسة التي لطالما حلمتُ بخوضها والكتابة عن تفاصيلها، الى التجربة الصحافية الاولى، عندما كنت اطل بمقال أسبوعي عبر صفحات إحدى مجلات المنوعات قبل ثماني سنوات، لأكتب عن أحوال الفن وأهله قبل مجيء الزلزال السياسي الذي صرفني عن هذا المجال برمته وأخذ بيدي الى الالمام السياسي البعيد كل البعد عن الصحافة الفنية.
استذكر هذه التجربة واعطفها على أحوالنا السياسية، ليكون هذا الموضوع اليوم على صورة الخطوة التي قام بها الفنان فضل شاكر الذي شارك شخصيا في الاعتصام الذي دعا اليه الشيخ أحمد الاسير في ساحة الشهداء نصرة للثورة السورية التي اهداها انشودة وفاء وصمود، كما لفتح العين الثانية للبعض ممن لا يرون الأشياء إلاّ بعين واحدة ويتعامون عن فنانين ذهبوا بالولاء الأعمى لبعض الرؤساء والأنظمة والطروحات الى حد تخطى المنطق وقارب ما نسميه في أدبياتنا الثورية اليوم "التشبيح" دون أي حياء او مراعاة لمشاعر معجبيهم، ومع ذلك ظل الفصل قائما بين الانتماء السياسي لهؤلاء وانتاجاتهم الفنية على عكس الاعصار الساخط الذي ووجه به الفنان فضل شاكر لمجرد اصطفافه علنًا وبدون مداهنة الى جانب الثورة السورية.
لا شك، قد تكون صورة تواجد فضل شاكر بين الشباب الاسلامي الملتحي والصادح لشعارات الثورة صادما بالنسبة لمن اعتادوا عليه "ملك الاحساس"، لكن هذا لا يسمح اطلاقا لهؤلاء التجريح به وتلفيق الاتهامات الجاهزة وتخوينه على النحو الذي قرأناها وشاهدناه وسمعناه في اليومين الماضيين، فالرجل في خياراته السياسية لا يفرق كثيرا عن الفنان ملحم بركات الذي اهدى أغنية "مرفوع الراس وجايي " لرئيس الجمهورية السابق اميل لحود و "مددولوا" عند التمديد القصري له عام 2004 ولا عن عاصي الحلاني وملحم زين وفارس كرم وايمن زبيب الذين لم يستحوا من الوقوف على المسارح السورية لتأييد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في أكثر من مناسبة وفي عز الخلاف اللبناني- السوري، ولا حتى عن الفنان معين شريف الذي اختار الوقوف عند باب قصر عين التينة واهداء المواويل للرئيس نبيه بري يوم اعادة انتخابه رئيسا للبرلمان اللبناني، ولا عن جوليا التي غنت المقاومة في اكثر من عمل ولا عن ماجدة الرومي التي واكبت كل الأحداث الوطنية بأعمال ناجحة.

اذًا الفرق بين فضل شاكر والفنانين السالفة اسماؤهم انه لم يختبئ خلف اصبعه لتبرير عمل لا يركب موجة البعض، نزل مع من يرتاح لمساندة الثورة السورية وليدلي بدلوه حول المجريات كما فعل سواه، ومما يؤسف له ان جاء الاعصار الساخط ممن ينتظر منهم تقديم الاجابات لا التنظير والتحقير غير المبرر في الوقت الذي لا تلوث فيه اغنيات فضل شاكر المسامع لمجرد ان الرجل شارك في اعتصام السلفيين، كما لم تلوث اليسا مسامع بعضهم عندما شاركت علنا في تظاهرة 14 آذار 2005 .
قافلة الاسماء تطول وتطول جدا .. فيما أقلامٌ شبيحة لا ترضى إلاّ القمقم السوداوي الضيق مكانا لها!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق