الخميس، 15 مارس 2012

الوطن الاسير .. والفرص الضائعة

أيا كانت تبريرات الأحزاب والقوى الاسلامية التي اعلنت عدم المشاركة في الاعتصام السلمي الذي دعا اليه امام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الاسير في ساحة الشهداء نصرة للشعب السوري في ثورته ضد النظام ومهما انبرى المعلقون في التنظير وتفريخ المعطيات التي قد تكون منعتهم من المشاركة العلنية في هذا التحرك يبقى بين الساحتين التين استضافتا الاعتصامين المضادين مكان لتسجيل بعض الملاحظات التي ولو تنبه اليها المعنيون لكانوا فوتوا على ساحتنا اللبنانية ضياع فرصة جديدة لاظهار الوجه اللبناني المتفاعل والمؤيد للثورة السورية في مقابل لبنان الرسمي الذي فضل النأي بنفسه في غير محطة واستحقاق متصل بمسار الثورة.

بكل تأكيد لم يكن المطلوب التطبيل والتزمير لتظاهرة الشيخ أحمد الأسير بقدر ما كان المطلوب الاعتراف بالرجل كجزء من الصرخة المحقة والمطلوبة بوجه فريق سياسي يستغل كل المنابر ليصوب تآمره على الثورة السورية ولمواكبة صور التضييق والتنكيل والقتل والدمار التي يعيشها اصلا الشعب السوري وهذا تماما ما غاب عن المشهدية التي نجح الشيخ الاسير في تاسيسها لأسابيع متتالية تمهيدا لنجاجه اليوم في ساحة الشهداء بتأمين الحشد المعقول لاطلاق موقفه من الثورة السورية والنظام وتوجيه الرسائل السياسية لكل من يهمه الأمر.

اعلان البراءة المسبقة من حراك الشيخ الأسير وعدم تبني تحركه من قبل اي من الأحزاب والقوى الاسلامية التي برعت على صعيد انشطتها وتحركاتها ومواقفها في نصرة الشعب السوري والثورة تأتي عمليا نتيجة قصر نظر في تقدير التهويل الأمني الذي يمارسه شبيحة النظام السوري في لبنان منذ اندلاع الثورة وللمفارقة فإن هذه الاحزاب والقوى سبق لها وان كسرت كل حواجز الخوف وتحدت تهديدات أمنية مماثلة فما بالها اليوم قد فوتت فرصة ذهبية لاضفاء المروحة الأوسع على الحراك اللبناني والاسلامي المناهض للنظام السوري؟؟!!

أمام الكم الكبير من صور لبنان الأسير وفرصه الضائعة كل خطأ يبقى واردا وكل فرصة للمراجعة وتصحيح الخطأ هي اكثر من مطلوبة فاليوم تحرك الشيخ الاسير احرج العديد من الأحزاب والقوى والأهم انه صدم شبيحة النظام السوري الذين لم يتهيأوا للمشهد الحاشد نسبيا في ساحة الشهداء ومن هنا تكبر الخشية من ان يتحول الاستخفاف بتحرك اليوم الى اعداد محكم للتصدي الى اي تحرك داعم للثورة السورية في الايام المقبلة وعندها لن ينفع الندم!

اليوم ضاعت فرصة كبيرة ليس لمواجهة أحد بل لتلقين لبنان الرسمي العالق برواسب الحقبة المخابراتية السوداء درسا مهما في الديمقراطية وامثولة صادقة عن تفاعل لبنان العربي مع محيطه لا تغريمه بفاتورة المجرم كما يريد لبنان الرسمي بمؤامرة "النأي بالنفس".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق