يعز علينا في ذكرى مرور سنة كاملة على تكليفك تشكيل الحكومة ان نخاطبك بشعار يفترض بأنه لا يليق بك ولا بالمناقبية التي عوّدت الشعب اللبناني عليها فاستحقيت ذات يوم احترامه وتقديره وامتنانه واعجابه مجسدا صورة السياسي العارف باحوال اللعبة السياسية وتفاصيلها، صورة السياسي الذي يكسر جفافها الخير والعطاء اللامتناهي غير المرهون بحفنة أصوات من هنا وبضع هتافات من هناك.
يعز علينا يا دولة الرئيس أن نقول إرحل في الوقت الذي صمم فيه الأحرار هذا الشعار لإسقاط الطواغيت وتطهير اقطارنا العربية من غطرستهم وظلمهم واجرامهم ومجونهم فكيف نقوله لك وانت البعيد كل البعد عن هؤلاء!!
في مثل هذا اليوم قبل عام رفضنا يوم الغضب!
رفضنا ان يفرض احدنا الفوضى لمجرد ان اللعبة السياسية استبعدته!
رفضنا ان يكرس هذا البعض مقولة انا أو لا أحد التي نهتّ بها اعداء منطق الدولة!
وصلنا بالموضوعية حتى جلد النفس!!
وقفنا وصدقناك رغم الأسلوب غير اللائق الذي أتى بك الى رئاسة الحكومة!!
تشاجرنا مع اقرب الناس واستوعبنا معركة الأخذ والرد وواجهنا اعصار المواقف لنقول لكل من يهمه الأمر أننا دعاة دولة وأن الدولة ملاذنا طال غضب بعضهم أم قصر!
لكنك يا دولة الرئيس خذلتنا منذ اللحظة الأولى عندما سمحت لمن صالوا وجالوا بالقمصان السود استعارة عباءة الدولة ليكملوا حفلتهم التنكرية المقنعة، الحفلة التي اساءت لبيروت والشمال وصيدا وعكار والجبل، الحفلة التي نالت من طائفة برمتها عندما وجدت ممثلها مجرد ختم موافقة على مشوع اذلال الدولة وتفريغها من مقومات السيادة والقانون.
خذلتنا يا دولة الرئيس ساعة سكت على غرورهم وانتظرت معاركهم لتشكل الحكومة في الوقت الذي كان فيه قطار الربيع العربي انطلق واسقط أول طاغوت في مصر فيما خريف حكومتنا كان يلفح دولتنا المشلّعة ويسقط مقوماتها الواحدة تلو الأخرى على نحو جعلها تل خراب وأمرا واقعا لا مكان فيه للعمل أو النقاش أو المواجهة أو حتى الجرأة، لا مكان فيه الا للميليشياوية التي احيت تاريخ 7 أيار غير مرة وبصور مخففة تحكمت بها بورصة الخيارات السياسية ومعارك الجبنة العبثية!!
لن نفتح المزيد من الدفاتر القديمة وستكتفي بآخر الصور المفجعة التي أدمت قلوبنا ولم تحرك فيك الا بيان الاستنكار، ليست صور حمزة الخطيب أو صور القتل المجاني في سوريا التي سمحت لخارجيتنا بالتعامي عنها بل صور الطفل ماهر حمد في بلدة العريضة الذي خطف وقتل على مرأى من الأمن الممسوك يا صاحب الدولة!! الطفل ماهر حمد الذي زهقوا شذاه وهو في عمر الورد، الطفل ماهر حمد الذي لم يستأهل منك دعوة مجلس الوزراء أو حتى مجلس الأمن المركزي للانعقاد بينما فلفشت كل الصفحات الأمنية لارضاء وزير كذّاب لطّخ سمعة لبنان واتهم مناطق لبنانية عزيزة بالارهاب.
لن نطيل الكلام ليس من باب خيبة الأمل ولكن حتى لا تطالعنا غدا بخطابات التبرير والندامة التي لا تليق بك، من هنا يا دولة الرئيس نرى خطاب الاستقالة أشرف لك!
دولة الرئيس: إرحل !!
الخميس، 15 مارس 2012
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق