الوَقت الآن ليس للتشَفّي ولا للعتاب يا شام। الوقت ليس لنَبش دفاتر الخصومة المرقعة برواسب السنوات الست الأخيرة العجاف، ولا سنوات البوليسية البغيضة السوداء. الوقت ليس للسجال الأعمى ولا للأخذ والرَد.
الوقت اليوم للقول إنك معهد عزّة كما مصر وتونس وليبيا واليمن ولبنان... للمصارحة التي اغتالها الطاغي في مهدها... للاعتراف بصوت عال أن الربيع جمعنا ولو متأخرا।
كنت أعلم أنّ ياسمينك الهاجع خلف أسوار الاستبداد سيُزهر، ليس ليكتب ثورة جديدة فحسب، بل لينصف شعبا فُهم خطأ يوم عَلا صوته على الأشواك واقتلعها.
كنت أعلم انه مهما طالت فصول الظلم والعتمة، سيعود منك مخبِّرا لا مُخبرا ينصف الأخوة والصداقة الحقّة، لا تلك المطلاة بالتمَلّق الخادع. كنت اعلم أن ارض الخوف لا بدّ أن يكون فيها من بذور بطولة... وأن زمن الصمت لا بد أن يخرقه طفوح كيل.
وهكذا كان...
ثُرتِ كما ثرتُ أنا... والربيع جمعنا يا شام!!
اليوم يا شام عدنا الى الصواب بعدما تقاسمنا الدم والظلم، عدنا الى صومعة العقل حيث عرف كلّ منّا أنّ ما أنجِزَ كان اكبر واكثر وأعظم وأرقى مِمّا اقترف وممّا أساء.
اليوم يا شام عدنا لتسامح ساحات المَرجة والمزّة ودرعا ساحات بيروت... وليقدّر كل حرّ فيك تجرّأ على الظلم صرخة من أرهقه الدم في بيروت.
اليوم يا شام أدركتِ جرحي وأدركتُ جرحكِ، فلن اضمده إلّا بطوق ياسمين من حقولك.
لا تأبهي الوقت... اصبري... إنّما النصر صَبر ساعة।
عمر الفاروق النخال
الخميس، 4 أغسطس 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق