بلديات 2010: نهاية معزوفة عونية صدئة!!
مشكلة العماد ميشال عون, أنه لا يتعظ.
مشكلة العماد ميشال عون, أنه لا يتعظ.
محطاتٌ عديدة مرت عليه, أكد له أنه فاقد للأرضية التي تخوله ممارسة شهوة الزعامة الوطنية المزمنة, والزعامة المسيحية المستحيلة, أكدت له اغترابه عن الواقع اللبناني وخريطته السياسية التي أنهكها منذ عودته-التسونامي من المنفى الباريسي في أيار 2005.
محطاتٌ خاضها جنرال النكد السياسي بكل الأساليب, الواضحة والمناورة, المنطقية وغير المنطفية, السياسية والشوارعية احيانا كثيرة, مستعينا بالذهنية الالغائية التي لا تفارقه والتي يقوى عودها عند كل استحقاق وفي كل مرة يلمس العماد أفول نجمه, فيصل معها دائما الى طواحين الخيبة حيث لا حصاد هناك, إلا الصفعة تلو الصفعة !!
محطاتٌ لم يعرف عون انه لو تداركها أو قام أقله بمقاربتها, لبقي زعيمًا معنويًا له من التاريخ النضالي ما يكفيه ومن الحضور السياسي من يليق به, إلا أن الكلمة الفصل في السلوك العوني كانت دائما للنزعة المكابرة الفوقية التي لا تقيم اعتبارا لا لمشاعر الناس وخلفياتهم, ولا لثقافة العيش المشترك التي بذل كل الوطن أعصابه ودماءه ورجالاته من أجل تحصينها والخروج من النفق الاليم الذي ما زلنا كلبنانيين نعيش تردداته واصدائه الى يومنا هذا.
محطاتٌ استهزأ خلالها عون بتضحيات اللبنانيين وانكرها ولبس لبوس المظلومية منصبًا نفسه النقي والتقي والطاهر جاعلا من الرابية "مدينة فاضلة" ومن كل بقاع الوطن بؤر شر فساد, محولاً السياسة اللبنانية من أسلوب فريد ومتميز الى صورة سجالية قذرة تعج بعناوين الكره والحقد والبغضاء ,انعدمت معها حتى امكانية النقاش للوصول الى حلول لا ترضي جنرال الرابية ,الا اذا أجرجته منتصرا ولو بفتات نصر, والا اذا كانت محمّلة بصور التعنّت التي احرقت فرصا ذهبية لا تعوّض.
ألمهم أن يخرج عون رافعًا شارات النصر متملقا عناوين الاصلاح والتغيير التي يكاد جمهور التيار الوطني الحر يكفر بها بعد أن تكشفت فسادا في الوزارات التي نجح في قضمها, متجاوزا إرادة اللبنانيين الذين حرموا صهره المعجزة أصواتهم في استحقاقين انتخابيين, وإرادة المسيحيين التي يدعي عون زعامتهم رغم احتراق كل أوراقه السياسية عندهم.
الأحد الماضي, انقلبت الصورة رأسًا على عقب, ليس لأنّ المسيحيين ردّوا على كذبة زعامة عون لهم باسقاط لوائحه كما فعلوا في زحلة صيف العام 2009 فحسب, بل لأن جديد الهزائم العونية جاء في جبيل التي لطالما قال الجنرال انها الحصن العوني والخط البرتقالي الذي لا يتجاوزه احد, إستنادا الى نتائج انتخابات 2005 حيث كان الجمهور العوني غارقا آنذاك في العناوين السيادية الواهية وفرحا لعودة زعيمه, وانتخابات 2009 التي فاز خلالها عون بفضل أصوات الطائفة الشيعية في المدينة.
وما هزيمته اليوم في جبيل, الا تاكيد على تراجع شعبيته وهذا ما يجب أن يدفعه أكثر من أي وقت مضى للاقرار بنهاية معزوفة زعامته لهم, بعد ان تآكلت بفعل توالي الهزائم السياسية وصفعات المسيحيين انفسهم لها, وتحولت صدئة كما عناوين الاصلاح والتغيير والحرية والسيادة والاستقلال المنسية على رفوف المنفى في باريس!
الأحد الماضي, كانت باكورة الاستحقاق البلدي, ومعه كانت باكورة الهزائم العونية لهذا الموسم السياسي, هزيمة وضعت بين يدي العماد ميشال عون خطاب الانكسار الذي سينجح عون حتما في تعديله وتحويله الى نصر مبين, ولا يُستبعد في هذا الصدد أن نرى جنرال الرابية في اليومين المقبلين يطل من خلف منبره البرتقالي معتبرا خسارته في جبيل "ثغرة لوجستية", وليقول أنه بات يمثل 95 % من المسيحيين كي لا يقول 100 % وهذا لاعتبارات التواضع!!!
يعرف العماد ميشال عون تمام المعرفة, أنه ويوم قرأ جطاب انكساره مع تقدم القوات العسكرية السورية وسيطرتها على القصر الجمهوري عام 1989, تحول من مجرد قائد للجيش الى زعيم كبير هتف لاسمه الآلاف من المسييجين وشكل نفيه الشرارة الأولى لانطلاق الحركات السياسية المعارضة للوجود السوري طيلة 15 عاما من الوجود العسكري والأمني, فماذا يمنعه اليوم من تكرار تلك الوقفة المسؤولة والشجاعة؟؟ّّ
لن نقول أن وقفة كهذه ستعيد لعون بوصلة الزعامة, ولكن ستعطيه حتما فرصة أخيرة لمراجعة حساباته ولازالة رواسب الضوضاء والسجال التي أرساها في صفوف تياره وليتعظ... رغم تضاؤل الآمال بذلك!!
عمر الفاروق النخال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق