عـن عـزلـة دار الفـتوى وورطـة بكـركـي !!
• بقلم: عمر الفاروق النخال
من حق مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن يستقبل في دار الفتوى من يشاء، بدءًا من السفير السوري علي عبد الكريم علي مرورًا بكتلة نواب حزب الله، وصولا إلى كل وزراء ونواب الأكثرية النيابية الحالية والأمر نفسه ينطبق على البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي تنام دوائره وتصحو على أنباء عن إمكانية زيارة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله إلى بكركي خلال الأيام المقبلة كرد على زيارة الراعي إلى الجنوب وما رافقها من مواقف أشادت بالمقاومة.
حتى الآن لا شيء يخالف الحريات التي كفلتها الحياة السياسية اللبنانية لكن ما لا يحق لكل من صاحب السماحة وصاحب الغبطة هو تجاهلهما لمسؤولية إعادة الهواجس الطائفية إلى الواجهة فحتى لو حفلت المواقف والتصريحات واللقاءات بعناوين التعايش والانفتاح فهذا لا يلغي أبدا أن الانعطافتين لكل من دار الفتوى وبكركي أعادتا تحريك المزاج الطائفي والمذهبي من خلال الأسئلة والاستنتاجات التي حسمت أمرها نحو قناعة مفادها أن حزب الله نجح في شق الصف السني والمسيحي في الوقت الذي كانت فيه هذه الاتهامات تُلقى على الشخصيات السياسية وكان يُنادى لكل من المرجعيتين التدخل لفض أي اشتباك يحمل صبغة طائفية.
كان يمكن للقاء المسيحي في بكركي وللقمة الروحية "العفوية" في دار الفتوى أن يبددا هذه الأجواء وأن يعيدا السجال الناشب على قاعدة الاحترام المتبادل لو خُصصا لتدارك أخطاء البطريرك الراعي بحق الطائفة السنية عند حديثه عن احتمال نشوء تحالف سني عريض في حال سقوط النظام السوري ودفاعه بالتالي عن النظام، وأخطاء المفتي قباني باستقباله السفير السوري على مسافة ساعات قليلة من مجازر مفتوحة شهدتها المدن والمناطق السورية، أمّا أن تعقد مثل تلك اللقاءات من باب التنفيس فقط، ودون مراعاة لحجم الإهانة التي تسبب بها كل من الراعي وقباني فالأمر لا يؤسس لا لمصالحة ولا لبلورة خطاب يفصل بين السياسة والمرجعيات ويبقي لها هامش تحرك عند أي طارئ طائفي، فما حصل كان عملية استغباء خطيرة للمراقب الذي انتظر توضيحا موثقا من البطريرك الراعي حول مواقفه الأخيرة وليس تسريبة صوتية عن المداولات كما إقرارا من المفتي قباني بخطأ توقيت استقبال السفير السوري وليس أطروحات فضفاضة واهية تجنبت الولوج الى عمق المشكلات وتجاهلت بنودا ومواضيع لطالما اعتبرتها دار الفتوى من الثوابت والمسلّمات!
هذه الصورة المرتبكة معطوفة على اقرار نواب المستقبل بأن مقاطعتهم للمفتي قباني يوم عيد الفطر في مسجد محمد الأمين وكذلك خلال جولته الجنوبية في قرى شبعا والعرقوب رسالة سياسية وفي المقلب الآخر مقاطعة النواب المسيحيين لجولات البطريرك الراعي الأخيرة وعودة ارتفاع أسهم الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في قداس شهداء القوات اللبنانية مؤشر كبير على أن عنوان الموسم السجالي المقبل هو عزلة دار الفتوى وورطة بكركي الذي لا يمكن سبر أغواره بالخفة التي تتصورها المرجعيتان!
المطلوب اذًا روية في التوضيح وليس مرور متسرع على أفدح أخطاء المرحلة, فمن قبل على طائفته ان تتحمل جراء تصرفه غير المسؤول مسؤولية دم الشعب السوري الشقيق قادر على فهم دلالات إعادة اسمه الى صدر صفحات وإعلام خصوم الأمس, ومن يملك الحنكة السياسية ويعتبر نفسه مؤتمنا على ثوابت الكنيسة وراعيا لأبنائها لديه البصيرة الكافية ليرى صورته مرفوعة الى جانب صور السيد حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد في الجنوب وبعلبك!!!
• بقلم: عمر الفاروق النخال
من حق مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن يستقبل في دار الفتوى من يشاء، بدءًا من السفير السوري علي عبد الكريم علي مرورًا بكتلة نواب حزب الله، وصولا إلى كل وزراء ونواب الأكثرية النيابية الحالية والأمر نفسه ينطبق على البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي تنام دوائره وتصحو على أنباء عن إمكانية زيارة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله إلى بكركي خلال الأيام المقبلة كرد على زيارة الراعي إلى الجنوب وما رافقها من مواقف أشادت بالمقاومة.
حتى الآن لا شيء يخالف الحريات التي كفلتها الحياة السياسية اللبنانية لكن ما لا يحق لكل من صاحب السماحة وصاحب الغبطة هو تجاهلهما لمسؤولية إعادة الهواجس الطائفية إلى الواجهة فحتى لو حفلت المواقف والتصريحات واللقاءات بعناوين التعايش والانفتاح فهذا لا يلغي أبدا أن الانعطافتين لكل من دار الفتوى وبكركي أعادتا تحريك المزاج الطائفي والمذهبي من خلال الأسئلة والاستنتاجات التي حسمت أمرها نحو قناعة مفادها أن حزب الله نجح في شق الصف السني والمسيحي في الوقت الذي كانت فيه هذه الاتهامات تُلقى على الشخصيات السياسية وكان يُنادى لكل من المرجعيتين التدخل لفض أي اشتباك يحمل صبغة طائفية.
كان يمكن للقاء المسيحي في بكركي وللقمة الروحية "العفوية" في دار الفتوى أن يبددا هذه الأجواء وأن يعيدا السجال الناشب على قاعدة الاحترام المتبادل لو خُصصا لتدارك أخطاء البطريرك الراعي بحق الطائفة السنية عند حديثه عن احتمال نشوء تحالف سني عريض في حال سقوط النظام السوري ودفاعه بالتالي عن النظام، وأخطاء المفتي قباني باستقباله السفير السوري على مسافة ساعات قليلة من مجازر مفتوحة شهدتها المدن والمناطق السورية، أمّا أن تعقد مثل تلك اللقاءات من باب التنفيس فقط، ودون مراعاة لحجم الإهانة التي تسبب بها كل من الراعي وقباني فالأمر لا يؤسس لا لمصالحة ولا لبلورة خطاب يفصل بين السياسة والمرجعيات ويبقي لها هامش تحرك عند أي طارئ طائفي، فما حصل كان عملية استغباء خطيرة للمراقب الذي انتظر توضيحا موثقا من البطريرك الراعي حول مواقفه الأخيرة وليس تسريبة صوتية عن المداولات كما إقرارا من المفتي قباني بخطأ توقيت استقبال السفير السوري وليس أطروحات فضفاضة واهية تجنبت الولوج الى عمق المشكلات وتجاهلت بنودا ومواضيع لطالما اعتبرتها دار الفتوى من الثوابت والمسلّمات!
هذه الصورة المرتبكة معطوفة على اقرار نواب المستقبل بأن مقاطعتهم للمفتي قباني يوم عيد الفطر في مسجد محمد الأمين وكذلك خلال جولته الجنوبية في قرى شبعا والعرقوب رسالة سياسية وفي المقلب الآخر مقاطعة النواب المسيحيين لجولات البطريرك الراعي الأخيرة وعودة ارتفاع أسهم الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في قداس شهداء القوات اللبنانية مؤشر كبير على أن عنوان الموسم السجالي المقبل هو عزلة دار الفتوى وورطة بكركي الذي لا يمكن سبر أغواره بالخفة التي تتصورها المرجعيتان!
المطلوب اذًا روية في التوضيح وليس مرور متسرع على أفدح أخطاء المرحلة, فمن قبل على طائفته ان تتحمل جراء تصرفه غير المسؤول مسؤولية دم الشعب السوري الشقيق قادر على فهم دلالات إعادة اسمه الى صدر صفحات وإعلام خصوم الأمس, ومن يملك الحنكة السياسية ويعتبر نفسه مؤتمنا على ثوابت الكنيسة وراعيا لأبنائها لديه البصيرة الكافية ليرى صورته مرفوعة الى جانب صور السيد حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد في الجنوب وبعلبك!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق