الجمعة، 9 سبتمبر 2011

بكركي .. والسقطة الجديدة !!

بـكـركـي .. والسـقـطـة الـجـديـدة !!
بقلم: عمر الفاروق النخال

في التكتيك والتوقيت كان ينبغي للملف اللبناني برمته أن يبقى على ركوده للأسباب الموضوعية المحيطة بالتخبط الحكومي كما لأن هذا الملف على تفاصيله وتشعباته من السذاجة في مكان تقديمه على مجريات الأحداث في سوريا لكن أن تكون الاطلالة على المشهد السوري من خلال "سقطة " لبنانية جديدة فهذا ما يستدعي التوقف جديا لوضع النقاط على كل الحروف.

اذا كان من دلالة سياسية تحملها المواقف الأخيرة للبطريك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من فرنسا فهي الهواجس المسيحية القديمة – الجديدة التي عبرت عنها بكركي في أكثر من ظرف ومناسبة دون اسقاط الخطاب السيادي الذي يكرس المسيحيين فريقا اساسيا في لبنان ولكن دون المس أو التعرض للمكونات الأخرى انما ان تصل الأمور الى استماتة في الدفاع عن نظام القتل في سوريا والاستعانة بمصطلحاته وخطاباته للاضاءة على واحدة من أكثر التفاصيل اللبنانية دقة وتعقيدا فهنا الأمر مختلف ويبعث على القلق من سجال طائفي كل لبنان واللبنانيين بغنى عنه اليوم ومما يؤسف له ان تلوح صور هذا السجال من بكركي تحديدا بالنظر الى تاريخ هذا الصرح الوطني في كل الاستحقاقات.

هذا الانتقاد لمواقف البطريرك الراعي لا يعني مصادرة حرية بكركي في اطلاق المواقف التي تريد عندما تلمس وجود مخاطر تداهم المسيحيين لكن سيف التوقيت بحدّه الجارح هذه المرة تحكم بتصريحات الراعي فتكررت السقطات المميتة خاصة وأن مواقفه الأخيرة تشبه الى حد كبير اتهامه للرئيس فؤاد السنيورة بأسلمة البلد عام 2008 عقب خروج الرئيس اميل لحود من قصر بعبدا وما رافق ذلك من تأخير في انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية هذا بالاضافة الى جملة من المغالطات والمواقف الملتبسة التي أحرجت المزاج المسيحي الأمر الذي كان يدفع البطريرك صفير في كل مرة الى اعادة التذكير بثوابت الكنيسة وتامين اوسع مروحة وطنية ممكنة حولها.

أما عن مواقف البطريرك الراعي من النظام في سوريا ومن امكانية وصول حكم متشدد الى السلطة بعد سقوط النظام وانعكاس الأمر تحالفا سنيا عريضا بين سوريا ولبنان فهي تنم عن صبيانية ومراهقة في التعاطي مع الملف السوري أكثر منها دراية وإلماما على نحو بدت وكأنها حمّالة أوجه لا مجال فيها للمقاربة لا من قريب ولا من بعيد وهنا نسأل عن راي الفريق السني الحليف للنظام السوري من مواقف الراعي , هذا الفريق الذي غيب الجزئية الطائفية من كلام الراعي وهلل اعلاميا وسياسيا للالتباس الذي قارب الاشادة بالنظام السوري.

وهنا لا بد من التذكير بان القدر الكلامي والسياسي المستخدم في انتقاد المواقف الأخيرة للبطريرك الراعي مشابه تماما في انتقاد الأداء الأخير لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي أحرج الساحة السنية مؤخرا باستقباله السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في الوقت الذي لم تكن فيه دماء ضحايا المذابح المفتوحة في سوريا قد جفت بعد ما أوجد قطيعة بين نواب الطائفة ودار الافتاء وهذه المقاربة الموضوعية لاداء كل من بكركي ودار الفتوى المسيئين الى القضية المحقة للشعب السوري الشقيق تبعث على الخشية من هجرة الأفرقاء السياسيين لمرجعياتها الدينية ما قد ينعكس بالتالي مزيدا من التشنج وعودة الى الخطاب الطائفي المقيت ومحاولات شق الصفوف.

ويبقى القول ان بكركي التي يسجل لها انها أول من تجرأ وصرخ بوجه الظلم السوري للخروج مخابراتيا وعسكريا من لبنان لا يليق بسيدها مثل تلك المواقف القاتلة والمميتة بحق الشعب السوري الذي عانى من القبضة المخابراتية الأمرين ويواجه الموت والقتل والذبح اليوم بالصدر العاري, الشعب السوري الذي ينبغي النظر الى خلاصه من نظام القتل على انه وردة جديدة تزهر في أرض الربيع العربي بدلا من التحامل عليه بمكيدة طائفية غير بريئة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق